كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأخرج ابن سعد وابن عساكر، عن الواقدي، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وغيره من رجاله قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربه أن يريه الجنة والنار فلما كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم في بيته ظهرًا أتاه جبريل وميكائيل، فقالا: انطلق إلى ما سألت الله، فانطلقا به إلى السموات ما بين المقام وزمزم، فأتي بالمعراج، فإذا هو أحسن شيء منظرًا، فعرج به إلى السموات سماءً سماءً فلقي فيها الأنبياء وانتهى إلى سدرة المنتهى، ورأى الجنة والنار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ولما انتهيت إلى السماء السابعة لم أسمع إلا صريف الأقلام» وفرضت عليه الصلوات الخمس ونزل جبريل عليه السلام، فصلى برسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات في مواقيتها.
وأخرج ابن مردويه، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسري به، ريحه ريح عروس وأطيب من ريح عروس.
وأخرج ابن مردويه، عن جبير قال: سمعت سفيان الثوري رضي الله عنه سئل، عن ليلة أسري به، فقال: أسري ببدنه.
وأخرج أبو نعيم في الدلائل، عن محمد بن كعب القرظي رضي الله عنه، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية الكلبي رضي الله عنه إلى قيصر وكتب إليه معه، فلقيه بحمص ودعا الترجمان، فإذا في الكتاب من محمد رسول الله، إلى قيصر صاحب الروم، فغضب أخ له وقال: تنظر في كتاب رجل بدأ بنفسه قبلك، وسماك قيصر صاحب الروم ولم يذكر أنك ملك؟! قال له قيصر: إنك والله ما علمت أحمق صغيرًا، مجنونًا كبيرًا: تريد أن تحرق كتاب رجل قبل أن أنظر فيه؟ فلعمري لئن كان رسول الله كما يقول: فنفسه أحق أن يبدأ بها مني، وإن كان سماني صاحب الروم، فلقد صدق، ما أنا إلا صاحبهم وما أملكهم، ولكن الله سخرهم لي ولو شاء لسلطهم علي، ثم قرأ قيصر الكتاب، فقال: يا معشر الروم، إني لأظن هذا الذي بشر به عيسى ابن مريم، ولو أعلم أنه هو مشيت إليه حتى أخدمه بنفسي، لا يسقط وضوءه إلا على يدي، قالوا: ما كان الله ليجعل ذلك في الإِعراب الأميين ويدعنا، ونحن أهل الكتاب قال: فأصل الهدى بيني وبينكم الإِنجيل، ندعو به فنفتحه، فإن كان هو إياه اتبعناه، وإلا أعدنا عليه خواتمه كما كانت إنما هي خواتيم مكان خواتم قال: وعلى الإِنجيل يومئذ اثنا عشر خاتمًا من ذهب ختم عليه هرقل، فكان كل ملك يليه بعده ظاهر عليه بخاتم آخر، حتى ألقى ملك قيصر وعليه إثنا عشر خاتمًا، يخبر أوّلهم لآخرهم أنه لا يحل لهم أن يفتحوا الإنجيل في دينهم، وإنهم يوم يفتحونه يغير دينهم ويهلك ملكهم، فدعا بالإنجيل ففض عنه أحد عشر خاتمًا حتى بقي عليه خاتم واحد، فقامت الشمامسة والأساقفة والبطارقة، فشقوا ثيابهم وصكوا وجوههم ونتفوا رؤوسهم! قال: ما لكم؟ قالوا: اليوم يهلك ملك بيتك، وتغير دين قومك.
قال: فأصل الهدى عندي. قالوا: لا تعجل حتى نسأل عن هذا ونكاتبه وننظر في أمره؟ قال: فمن نسأل عنه؟ قالوا: قومًا كثيرًا بالشام، فأرسل يبتغي قومًا يسألهم؟ فجمع له أبو سفيان وأصحابه، فقال: أخبرني يا أبا سفيان عن هذا الرجل الذي بعث فيكم، فلم يأل أن يصغر أمره ما استطاع، قال: أيها الملك، لا يكبر عليك شأنه، إنا لنقول: هو ساحر، ونقول: هو شاعر، ونقول: هو كاهن. قال قيصر: كذلك والذي نفسي بيده كان يقال للأنبياء عليهم السلام قبله. قال: أخبرني عن موضعه فيكم. قال: هو أوسطنا. قال: كذلك بعث الله كل نبي من أوسط قومه. أخبرني عن أصحابه. قال: غلماننا وأحداث أسنانهم والسفهاء، أما رؤساؤنا فلم يتبعه منهم أحد. قال: أولئك والله أتباع الرسل، أما الملأ والرؤوس فأخذتهم الحمية. قال: أخبرني عن أصحابه هل يفارقونه بعدما يدخلون في دينه؟ قال: ما يفارقه منهم أحد. قال: فلا يزال داخل منكم في دينه؟ قال: نعم. قال: ما تزيدونني عليه إلا بصيرة، والذي نفسي بيده ليوشكن أن يغلب على ما تحت قدمي. يا معشر الروم، هلموا إلى أن نجيب هذا الرجل إلى ما دعا إليه ونسأله الشام أن لا يطأ علينا أبدًا. فإنه لم يكتب قط نبي من الأنبياء إلى ملك من الملوك يدعوه إلى الله فيجيبه إلى ما دعاه، ثم يسأله مسألة إلا أعطاه مسألته ما كانت، فأطيعوني.
قالوا: لا نطاوعك في هذا أبدًا. قال أبو سفيان: والله ما يمنعني من أن أقول عليه قولًا أسقطه من عينه إلا أني أكره أن أكذب عنده كذبة يأخذها علي، ولا يصدقني حتى ذكرت قوله ليلة أسري به. قلت: أيها الملك، أنا أخبرك عنه خبرًا تعرف أنه قد كذب. قال: وما هو؟ قلت: إنه يزعم لنا أنه خرج من أرضنا أرض الحرم في ليلة فجاء مسجدكم هذا مسجد إيليا، ورجع إلينا في تلك الليلة قبل الصباح قال: وبطريق إيليا عند رأس قيصر. قال البطريق: قد علمت تلك الليلة. فنظر إليه قيصر فقال ما علمك بهذا؟ قال: إني كنت لا أبيت ليلة حتى أغلق أبواب المسجد، فلما كانت تلك الليلة أغلقت الأبواب كلها غير باب واحد غلبني، فاستعنت عليه عمالي ومن يحضرني كلهم، فعالجته فلم نستطع أن نحركه كأنما نزاول به جبلًا، فدعوت الناجرة، فنظروا إليه، فقالوا هذا باب سقط عليه التجاق والبنيان، فلا نستطيع أن نحركه حتى نصبح فننظر من اين أتى، فرجعت وتركته مفتوحًا فلما أصبحت غدوت، فإذا الحجر الذي من زاوية الباب مثقوب، وإذا فيه أثر مربط الدابة، فقلت لأصحابي ما حبس هذا الباب الليلة إلا على نبي، فقد صلى الليلة في مسجدنا، فقال قيصر: يا معشر الروم، أليس تعلمون أن بين عيسى وبين الساعة نبي بشركم به عيسى عليه السلام؟ وهذا هو النبي الذي بشر به عيسى، فأجيبوه إلى ما دعا إليه، فلما رأى نفورهم قال: يا معشر الروم، دعاكم ملككم يختبركم كيف صلابتكم في دينكم، فشتمتموه وسببتموه وهو بين أظهركم فخروا له سجدًا.
وأخرج الواسطي في فضائل بيت المقدس، عن كعب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به، وقف البراق في الموقف الذي كان يقف فيه الأنبياء، ثم دخل من باب النبي، وجبريل عليه السلام أمامه، فأضاء له ضوء كما تضيء الشمس، ثم تقدم جبريل عليه السلام أمامه، حتى كان من شامي الصخرة، فأذن جبريل عليه السلام، ونزلت الملائكة عليهم السلام من السماء، وحشر الله لهم المرسلين عليهم السلام، فأقام الصلاة ثم تقدم جبريل عليه السلام، فصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالملائكة والمرسلين، ثم تقدم قدام ذلك إلى موضع، فوضع له مرقاة من ذهب ومرقاة من فضة وهو المعراج حتى عرج جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء.
وأخرج الواسطي من طريق أبي حذيفة مؤذن بيت المقدس، عن جدته أنها رأت صفية زوج النبي رضي الله عنها وكعبًا رضي الله عنه يقول: لها يا أم المؤمنين، صلي ههنا، فإن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بالنبيين عليهم السلام حين أسري به ههنا، وأومأ أبو حذيفة بيده إلى القبلة القصوى في دبر الصخرة.
وأخرج الواسطي، عن الوليد بن مسلم رضي الله عنه قال: حدثني بعض أشياخنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ظهر على بيت المقدس ليلة أسري به فإذا عن يمين المسجد وعن يساره نوران ساطعان، فقلت يا جبريل، ما هذان النوران؟ قال: أما هذا الذي عن يمينك فإنه محراب أخيك داود عليه السلام وأما هذا الذي عن يسارك فعلى قبر أختك مريم.
وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر، عن الحسن بن الحسين رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بينا أنا نائم في الحجر جاءني جبريل فهمزني برجله، فجلست فلم أر شيئًا، فعدت لمضجعي، فجاءني الثانية فهمزني بقدمه، فجلست فلم أر شيئًا، فعدت لمضجعي فجاءني فهمزني بقدمه، فجلست فأخذ بعضدي، فقمت معه فخرج إلى باب المسجد، فإذا دابة أبيض بين الحمار والبغل له في فخذيه جناحان يحفز بهما رجليه يضع يده في منتهى طرفه، فحملني عليه، ثم خرج لا يفوتني ولا أفوته».
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وعن مرة الهمداني، عن ابن مسعود رضي الله عنه في قوله: {سبحان الذي أسرى بعبده} الآية. قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، فحمله على البراق، فسار به إلى بيت المقدس، فمر بأبي سفيان في بعض الطريق وهو يحتلب ناقة، فنفرت من حس البراق فأهرقت اللبن، فسب أبو سفيان من نفرها، ونَدَّ جمل لهم أورق، فذهب إلى بعض المياه فطلبوه، فأخذوه، ومر بواد فنفخ عليه من ريح المسك، فسأل جبريل عليه السلام ما هذا الريح فقال: هؤلاء أهل بيت من المسلمين، حرقوا بالنار في الله عز وجل.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رأيت ليلة أسري بي عمود أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون، قالوا: عمود الإسلام أمرنا أن نضعه بالشام».
وأخرج ابن أبي حاتم، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {سبحان الذي أسرى بعبده} قال: أسري به من شعب أبي طالب.
وأخرج ابن إسحق وابن جرير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما فقدت جسد رسول الله ولكن الله أسرى بروحه.
وأخرج ابن إسحق وابن جرير، عن معاوية بن أبي سفيان: أنه كان إذا سئل عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كانت رؤيا من الله صادقة».
وأخرج ابن النجار في تاريخه، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أتاني جبريل بالبراق، فقال له أبو بكر رضي الله عنه: قد رأيتها يا رسول الله؟ قال: صفها لي، قال: بدنة. قال: صدقت، قد رأيتها يا أبا بكر».
وأخرج الخطيب، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لما أسري بي إلى السماء قربني الله تعالى حتى كان بيني وبينه كقاب قوسين أو أدنى لا بل أدنى، وعلمني المسميات، قال: يا محمد، قلت: لبيك يا رب، قال: هل غمك أن جعلتك آخر النبيين؟ قلت: يا رب، لا. قال: فهل غم أمتك أن جعلتهم آخر الأمم؟ قلت: يا رب لا، قال: أبلغ أمتك مني السلام، وأخبرهم أني جعلتهم آخر الأمم، لأفضح الأمم عندهم، ولا أفضحهم عند الأمم».
وأخرج الطبراني، عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسري به: «إني أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم» فكذبوه، وصدقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه فسمي يومئذ الصديق.
وأخرج ابن جرير من طريق ابن شهاب رضي الله عنه قال: أخبرني ابن المسيب وأبو أسامة بن عبد الرحمن، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- أسري به على البراق- وهي دابة إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام، يقع حافرها موضع طرفها. قال: فمرت بعير من عيرات قريش- بواد من تلك الأودية، فنفر بعير عليه غرارتان سوداء وزرقاء، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إيليا، فأتي بقدحين قدح خمر وقدح لبن، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن. قال له جبريل عليه السلام: هديت إلى الفطرة، لو أخذت قدح الخمر غوت أمتك.
قال ابن شهاب رضي الله عنه: فأخبرني ابن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي هناك إبراهيم وموسى وعيسى، فنعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أما موسى فضرب، رجل الرأس كأنه من رجال شنوأة، وأما عيسى فرجل أحمر كأنما خرج من ديماس، فأشبه من رأيت به عروة بن مسعود الثقفي، وأما إبراهيم فأنا أشبه ولده به.
فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث قريشًا أنه أسري به، فارتد ناس كثير بعدما أسلموا. قال أبو سلمة: فأتى أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقيل له: هل لك في صاحبك؟ يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس. ثم رجع في ليلة واحدة. قال أبو بكر رضي الله عنه: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم. قال: فأشهد إن كان قال ذلك، لقد صدق. قالوا: أفتشهد أنه جاء الشام في ليلة واحدة؟ قال: إني أصدقه بأبعد من ذلك! أصدقه بخبر السماء.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف، عن ابن جريج قال نافع بن جبير رضي الله عنه وغيره: لما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم من الليلة التي أسري به فيها، لم يرعه إلا جبريل عليه السلام يتدلى حين زاغت الشمس، ولذلك سميت الأولى، فأمر بلالًا يصيح في الناس الصلاة جامعة فاجتمعوا، فصلى جبريل بالنبي صلى الله عليه وسلم- وصلى النبي صلى الله عليه وسلم- للناس، طوّل الركعتين الأوليين، ثم قصر في الباقيتين، ثم سلم جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس، ثم في العصر عمل مثل ذلك، ففعلوا كما فعلوا في الظهر، ثم نزل في أول الليل، فصيح الصلاةُ جامعة، فصلى جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم- وصلى النبي صلى الله عليه وسلم- للناس طوّل في الأولتين وقصر في الثالثة، ثم سلم جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس، ثم لما ذهب ثلث الليل نزل فصيح الصلاة جامعة، فاجتمعوا فصلى جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم للناس، فقرأ في الأولتين فطوّل وجَهَرَ وقصر في الباقيتين، ثم سلم جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم على الناس، ثم لما طلع الفجر صيح الصلاة جامعة، فصلى جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم وصلى النبي صلى الله عليه وسلم للناس، فقرأ فيهما وجهر وطول ورفع صوته، ثم سلم جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم- وسلم النبي صلى الله عليه وسلم على الناس.
وأخرج أبو بكر الواسطي في كتاب بيت المقدس، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كانت الأرض ماء فبعث الله تعالى ريحًا فمسحت الماء مسحًا، فظهرت على الأرض زبدة، فقسمها أربع قطع: خلق من قطعة مكة، والثانية المدينة، والثالثة بيت المقدس، والرابعة الكوفة، وقال الواسطي رضي الله عنه، عن وهب بن منبه رضي الله عنه قال: أن داود عليه السلام أراد أن يعلم عدد بني إسرائيل كم هم، فبعث نقباء وعرفاء وأمرهم أن يرفعوا إليه ما بلغ عددهم، فعتب الله عليه لذلك، وقال: قد علمت أني وعدت إبراهيم أن أبارك فيه وفي ذريته حتى أجعلكم كعدد الذر، وأجعلهم لا يحصى عددهم، وأردت أن تعلم عددهم، إنه لا يحصى عددهم، فاختاروا إثنين أن أبتليكم بالجوع ثلاث سنين، أو أسلط عليكم العدو ثلاثة أشهر، أو الموت ثلاثة أيام، فأشار بذلك داود عليه السلام على بني إسرائيل، فقالوا ما لنا بالجوع ثلاث سنين صبر، ولا بالعدوّ ثلاثة أشهر صبر، فليس لهم تقية، فإن كان لا بد، فالموت بيده لا بيده غيره، فمات منهم في ساعة ألوف كثيرة ما يدري عددهم، فلما رأى ذلك داود عليه السلام شق عليه ما بلغه من كثرة الموت فسأل الله ودعا، فقال: يا رب، أنا آكل الحامض وبنو إسرائيل تدرس؟ أنا طلبت ذلك، وأمرت به بني إسرائيل، فما كان من شيء فبي، وارفع عن بني إسرائيل.